فارس




كان موقفًا محرجًا لم أكن مستعدًا له أبدًا. كنت واقفًا في طابور في أحد البنوك، خلف امرأة لطيفة تبدو في الستينيات من عمرها. كنت أتطلع إلى إنهاء أموري المصرفية والعودة إلى عملي، لكن القدر كان له خطط أخرى.
أمامي، بدأت المرأة في التحدث إلى أمين الصندوق بصوت متحمس. قالت إنها كانت تدخر أموالها لعقود من أجل رحلة العمر إلى فرنسا. كانت تحلم بزيارة برج إيفل وتناول الكرواسون الدافئ في شوارع باريس المفعمة بالحيوية.
بينما كانت المرأة تتحدث، لم أتمكن من منع نفسي من الشعور بدفء في قلبي. لقد تذكرت الحماس نفسه الذي شعرت به عندما كنت أصغر سنًا وأوفر نقودي من أجل رحلة أحلامي إلى روما. تذكرت طعم الجيلاتي اللذيذ والصخب الممتع في شوارع المدينة القديمة.
عندما حان دور المرأة في النهاية، نظرت إلي وابتسمت. قالت: "لا تقلق يا بني، سأكون سريعًا". ابتسمت لها وأنا أتراجع لأترك مساحة لها.
بينما كانت المرأة تنهي معاملاتها المصرفية، لم أتمكن من منع نفسي من التساؤل عن قصتها. هل سافرت يومًا إلى فرنسا؟ هل حققت حلمها بزيارة برج إيفل؟ أم أن خططها تغيرت بسبب أحداث الحياة؟
فكرت في كيف يمكن للأحداث الصغيرة، مثل معاملة مصرفية بسيطة، أن تثير مشاعر عميقة لدينا. يمكن أن تذكرنا بشغفنا وأحلامنا وتتسبب في وقفة تأمل في رحلتنا الخاصة.
بينما كانت المرأة تغادر البنك، لوحت لي بيدها وقالت: "حظًا سعيدًا يا بني". ابتسمت لها وأنا أرد قائلاً: "وشكراً لكِ".
في لحظة واحدة قصيرة، شعرت بتواصل عميق مع شخص غريب تمامًا. لقد ألهمتني قصتها على أن أقدر أهمية الأحلام وأن أواصل السعي لإنجازها. جعلتني أدرك أن الرحلة ليست دائمًا عن الوجهة، ولكنها أيضًا عن الأشخاص الذين نلتقي بهم على طول الطريق.
وبينما كنت أعود إلى عملي، فكرت في المرأة وفي كل الأشخاص الآخرين الذين لديهم أحلام وتطلعات خاصة بهم. فكرت في كيف أن قصصنا تتقاطع وتشابك، وعن الطريقة التي يمكننا بها إلهام بعضنا البعض بطرق غير متوقعة.
وأنا أكتب هذه الكلمات، أدعوكم جميعًا إلى تبني شغفكم وأحلامكم. لا تدعوا الخوف أو الشك يحول دون سعيكم وراء ما يلهمكم. تذكروا أن الرحلة تستحق العناء دائمًا، مهما كانت طويلة أو صعبة.
لذا انطلقوا، استكشفوا العالم، وعيشوا حياة مليئة بالمغامرات والذكريات التي ستعتزون بها إلى الأبد. تمامًا مثل تلك المرأة في البنك، قد تلهم قصصكم الآخرين لتفعل الشيء نفسه.