عمرو الليثي.. قصة نجاح إعلامي صنعته الجرأة




عمرو الليثي، اسم لامع في عالم الإعلام المصري، تربع على عرش التقديم التلفزيوني لأكثر من ثلاثة عقود، وأصبح أيقونة في مجال البرامج الحوارية. دربه والده الراحل، الكاتب الكبير الليثي ناصف، على حب القراءة والكتابة، وكان ذلك بمثابة الشعلة الأولى التي أشعلت شغفه بالإعلام.

بدأ الليثي مشواره الإعلامي في بداية التسعينيات من خلال تقديم برنامج "الحقيقة"، وهو برنامج حواري جريء تصدى لقضايا المجتمع الشائكة بكل جرأة. وكان هذا البرنامج بمثابة نقطة تحول في حياته المهنية، حيث لفت انتباه المشاهدين وأثار جدلاً واسعاً في الشارع المصري.

الشجاعة والجرأة

تميزت برامج الليثي بالشجاعة والجرأة في تناول القضايا الاجتماعية والحوار مع الشخصيات المثيرة للجدل. لم يتردد الليثي في استضافة ضيوف من ذوي وجهات النظر المتعارضة، مما أدى إلى مناقشات ساخنة وقيمة.

ومن أشهر حلقاته التي أثارت الجدل تلك التي استضاف فيها الفنانة اللبنانية نجوى كرم والتي تحدثت فيها عن تجربتها مع العنف والتحرش، والتي حظيت بمتابعة واسعة وأثارت الرأي العام.

العمق الإنساني

لم تقتصر برامج الليثي على القضايا الاجتماعية فحسب، بل تناولت أيضاً جوانب إنسانية عميقة. وكان برنامج "واحد من الناس" شاهداً على ذلك، حيث استضاف الليثي أشخاصاً عاديين لديهم قصص مؤثرة وملهمة.

في إحدى حلقات البرنامج، استضاف الليثي سيدة مسنة عانت من الفقر والبؤس، واستطاع من خلال حديثه معها أن يثير تعاطف الجمهور ويجمع تبرعات سخية لها.

التأثير الاجتماعي

كان لجرأة عمرو الليثي في طرح القضايا الشائكة تأثير كبير في المجتمع المصري. ساهمت برامجه في تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية والحوار حولها، مما أدى إلى حدوث تغييرات إيجابية.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، المساعدة التي قدمها الليثي لقضية العنف ضد المرأة، حيث أطلق حملة "لا للعنف ضد المرأة" التي لاقت قبولاً واسعاً وساهمت في زيادة الوعي حول هذه القضية الحساسة.

الحضور الإعلامي

لم يقتصر حضور عمرو الليثي على التلفزيون فقط، بل توسع في مجالات أخرى. فله مقالات صحفية متميزة، كما ألّف العديد من الكتب، بما في ذلك "الحقيقة" و"واحد من الناس".

بالإضافة إلى ذلك، شارك الليثي في تقديم برامج إذاعية، وظهر كضيف في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، مما عزز من حضوره الإعلامي وتأثيره.

التحديات والصعوبات

لم يكن مشوار عمرو الليثي خالياً من التحديات والصعوبات. ففي عام 2014، تم إيقاف برنامجه "واحد من الناس" بسبب تناوله لقضايا حساسة. كما واجه الليثي انتقادات وتشويه من البعض بسبب جرأته في تناول القضايا.

ورغم ذلك، ظل الليثي ثابتاً على نهجه ولم يهاب التحديات، لأنه كان يعلم أن رسالته الإعلامية تتمثل في طرح القضايا ومناقشتها بكل جرأة وصدق.

الإرث الإعلامي

بعد أكثر من ثلاثة عقود في مجال الإعلام، ترك عمرو الليثي بصمة واضحة في المشهد الإعلامي المصري والعربي. يعد الليثي من رواد الإعلام الجريء الذي لا يخشى تناول القضايا الحساسة، وساهم برامجه في تحريك المياه الراكدة في المجتمع وإحداث تغييرات إيجابية.

وبالرغم من كل التحديات التي واجهها، سيظل عمرو الليثي علامة فارقة في الإعلام المصري، وسيبقى إرثه الإعلامي ملهماً للأجيال القادمة.