عمرو الليثي.. قصة نجاح من القاع إلى القمة




عمرو الليثي، إعلامي مصري شهير، عرف بحضوره المميز وخفة ظله، واستضافته لأشهر نجوم العالم العربي. لكن خلف هذا النجاح قصة كفاح مريرة، لم يكن فيها الطريق مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتحديات والعقبات.
ولد عمرو الليثي في أسرة فقيرة بالمنصورة، وكان الطفل الأوسط بين 4 أشقاء. عانى والده من مرض عقلي، فعانت الأسرة من ظروف معيشية صعبة. اضطر عمرو وأشقائه إلى العمل في سن مبكرة لمساعدة أسرتهم، وكان يعمل في محل بيع ملابس، ويبيع الخضار في الشارع.
رغم هذه الصعوبات، كان عمرو شغوفًا بالصحافة والإعلام. قرر أن يلتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لكنه لم يستطع دفع المصروفات، فعمل مدرسًا خصوصيًا لمساعدة أسرته، كما عمل مندوبًا لإحدى الصحف المحلية.
تخرج الليثي من كلية الإعلام وعمل في عدة صحف ومجلات، لكنه لم يحقق النجاح الذي يتمناه. في أحد الأيام، قرر أن يقدم برنامجًا تلفزيونيًا، وبالفعل تقدم إلى عدة قنوات، لكن طلبه قوبل بالرفض.
لم ييأس الليثي، فقرر أن ينتج برنامجه الخاص، وأطلق عليه اسم "90 دقيقة". كان البرنامج ناجحًا للغاية، وحقق نسبة مشاهدة عالية، ما لفت انتباه إدارة قناة ON E التي عرضت عليه تقديم برنامجه على شاشتها.
حقق برنامج "90 دقيقة" نجاحًا كبيرًا، وأصبح عمرو الليثي أحد أشهر الإعلاميين في مصر. استضاف البرنامج أشهر نجوم العالم العربي، وتناول قضايا اجتماعية حساسة، ما جعله برنامجًا مثيرًا للجدل.
واجه الليثي انتقادات عديدة طوال مسيرته المهنية، واتُهم بالتحيز والبحث عن الإثارة، لكنه لم يتراجع عن مواقفه، واستمر في تقديم برنامجه الذي ظل أحد أكثر البرامج مشاهدة في مصر.
وفي عام 2019، أُوقف برنامج "90 دقيقة" عن البث، بعد موجة من الانتقادات التي وجهت لليثي بسبب طريقة تعامله مع بعض القضايا. لكن الليثي لم يستسلم، وقدم برنامجًا جديدًا بعنوان "واحد من الناس"، الذي يركز على تقديم قصص إنسانية مؤثرة.
وتميز الليثي بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية الحساسة، مثل الفقر والفساد والمرض، كما عرف بحضوره المميز وخفة ظله، ما جعله أحد أكثر الإعلاميين شعبيةً في مصر.
وقد حقق عمرو الليثي قصة نجاح ملهمة، بدءًا من بدايته المتواضعة وصولًا إلى نجوميته الحالية. ويؤكد نجاحه على أن الإصرار والعمل الجاد هما أهم عوامل النجاح، وأن لا شيء مستحيلًا إذا كان لديك الإرادة والعزيمة.