٢٥ رمضان.. محطة الخشوع والانكسار




لطالما كان هلال رمضان يحمل في بزوغه بشائر الأمن والسكينة، فيعيد إلينا عاداتنا وطقوسنا التي عشقناها، وكأنه يمسك بيد كل واحد منا ويقوده في رحلة روحية، فنحن في رمضان غيرنا، نفوسنا تهفو إلى العبادة والخشوع، وتتوق إلى الألفة والتآخي.
وما أن يهل علينا رمضان هذا العام حتى نجد أنفسنا أمام محطة جديدة من محطات هذا الشهر الفضيل، إنها ليلة الـ٢٥ من رمضان، وهي الليلة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "من قامها ابتغاء وجه الله إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
ففي هذه الليلة يتحول المسلمون إلى جيش من المصلين، يتضرعون إلى الله ويطلبون رحمته ومغفرته، وتملأ تلاوات القرآن أرجاء المساجد، وكأنها ألحان السماء، تبعث في قلوبنا الأمل والتماس المغفرة.
ولا تقتصر ليلة الـ٢٥ من رمضان على العبادات، بل هي أيضا فرصة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، وتقوية أواصر المحبة بينهم، حيث يجتمع المسلمون بعد صلاة التراويح على موائد الإفطار، يتبادلون أطراف الحديث والذكريات، وكأنهم عائلة واحدة.
وفي خضم هذه الأجواء الروحانية، لا بد لنا من أن نرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء والتضرع إلى الله، أن يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا ويهدينا سواء السبيل، وأن يجعل هذه الليلة فاتحة خير ورحمة على قلوبنا.
وعندما تنتهي هذه الليلة، لا نشعر بأن شيئا قد انتهى، بل نشعر وكأن رحلة جديدة تبدأ، رحلة نحمل فيها أزوادا من العبادة والخير، نستمر بها في بقية أيام رمضان، وبقية أيام حياتنا.
فلنستمتع بهذه الليلة المباركة، ولنجعلها محطة انكسار وخشوع، نغسل فيها قلوبنا ونطهرها من أدران الذنوب، ونسأل الله أن يجعلها لنا ولجميع المسلمين ليلة مغفرة ورحمة.