يوسف زيدان: من الروائي إلى المؤرخ




في رحاب التاريخ والرواية، تتجلى عبقرية الدكتور يوسف زيدان، الذي وُلد في أبريل 1958 في سوهاج بصعيد مصر.
لطالما كان الأدب شغف زيدان، حيث انطلق في مسيرته الأدبية بروايته الأولى "ظل الأفعى" عام 1992، والتي نالت إعجاب النقاد وحازت على جائزة أفضل رواية عربية في عامها. ومنذ ذلك الحين، أصدر زيدان سلسلة من الروايات التاريخية التي حققت نجاحًا كبيرًا، من بينها "عزازيل" التي صنفت ضمن قائمة أفضل مائة رواية عربية.
ولم يكتفِ زيدان بالأدب وحسب، بل امتد نبوغه إلى التاريخ، حيث حصل على الدكتوراه في هذا المجال من جامعة كامبردج. وعُرف زيدان بدراساته التاريخية التي تتسم بالجرأة والابتكار، حيث تحدى بعض الروايات التقليدية المتعلقة بتاريخ الإسلام. ومن أبرز أعماله في هذا المجال "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" و"جمهورية افلاطون أم نبوءة عربية؟".
في أعمال زيدان الروائية، نجد مزيجًا فريدًا من المعرفة التاريخية والخيال الأدبي. فرواياته هي بمثابة جسر يربط بين الماضي والحاضر، وتستكشف قضايا معاصرة من خلال عدسة التاريخ. على سبيل المثال، في روايته "ظل الأفعى"، يعالج زيدان مسألة صراع السلطة الدينية والسياسية.
كما تتميز روايات زيدان بأسلوبها السردي المتميز الذي يجمع بين اللغة العربية الفصحى والعامية، مما يخلق نسيجًا سرديًا غنيًا ومتنوعًا. ولا يخلو أسلوبه من لمسات من الدعابة والسخرية التي تضيف عمقًا إنسانيًا إلى أعماله.
وعلى الرغم من إثارته للجدل أحيانًا بسبب آرائه الجريئة، إلا أن يوسف زيدان يظل واحدًا من أهم المفكرين العرب المعاصرين. وللإجابة على التساؤل الذي يتبادر إلى الذهن، هل هو روائي أم مؤرخ؟ ربما يكون يوسف زيدان هو الاثنان معًا، فهو منسج ماهر للقصص التاريخية، يستخدم الأدب كأداة للكشف عن حقيقة الماضي وفهم حاضرنا.