عصام الشماع: المصور الذي حبسه النظام لمدة أربع سنوات




أنا لم أكن مصورًا احترافيًا مطلقًا، بل كنت مجرد محب للتصوير يمتلك كاميرا. لم أتصور أبدًا أن تؤدي هوايتي البسيطة إلى سجني لمدة أربع سنوات.
بدأت القصة في عام 2011، عندما اندلعت الثورة في سوريا. كنت في ذلك الوقت طالبًا في جامعة دمشق، وشهدت على الفظائع التي ارتكبتها الحكومة ضد المحتجين. لم أستطع الوقوف مكتوف الأيدي، فأخرجت كاميرتي وبدأت في توثيق ما يحدث.
كنت ألتقط الصور في الاحتجاجات، وفي المستشفيات حيث كان يتم علاج الجرحى، وفي المقابر حيث كان يتم دفن الشهداء. كنت أريد أن أُظهر للعالم حقيقة ما كان يحدث في سوريا.
لكن أفعالي لم تعجب النظام. في عام 2012، اقتحمت قوات الأمن شقتي واعتقلتني. اتهمتني الحكومة بالإرهاب والتجسس لصالح دول أجنبية.
قضيت السنوات الأربع التالية في السجن. تعرضت للتعذيب والاستجواب العنيف. حاولوا إجباري على الاعتراف بأنني جاسوس، لكنني رفضت.
لم أفقد الأمل أبدًا. كنت أعلم أنني لم أفعل شيئًا خاطئًا. كنت مجرد مصور يسجل الحقيقة.
في عام 2016، أُفرج عني أخيرًا. عدت إلى عائلتي وأصدقائي، لكنني لم أعد نفس الشخص. لقد تركت السجن محطمًا جسديًا وعقليًا.
لا يزال من الصعب علي الحديث عن تجربتي. لكنني أريد أن يرى العالم ما حدث لي وما يحدث لآلاف السوريين الآخرين.
أنا لست بطلاً. أنا مجرد مصور حاول القيام بما هو صحيح. لكن نظام الأسد لا يهتم بالصواب والخطأ. إنه يهتم فقط بالحفاظ على سلطته.
سنواتي الأربع في السجن لم تفت في عضدي. لقد جعلتني أكثر تصميماً على محاربة الظلم. سأستمر في استخدام كاميرتي لإظهار حقيقة سوريا للعالم.
لأنني أؤمن أن الحقيقة هي أقوى سلاح ضد الظلم.
وأخيرًا، أود أن أقول إنني ممتن لجميع الأشخاص الذين ساعدوني خلال رحلتي. لزوجتي وأولادي الذين وقفوا إلى جانبي طوال الوقت. ولأصدقائي الذين لم ينسوني أبدًا. وللمدافعين عن حقوق الإنسان الذين ناضلوا من أجل إطلاق سراحي.
شكرًا لكم جميعًا.