صدمة الجمهور .. كهرباء السعودية تحت المِجهر!




الصورة المثالية التي رسمتها شركة الكهرباء السعودية عن نفسها في أذهان المستهلكين على مدار السنوات الماضية بدأت تتلاشى شيئًا فشيئًا، لتكشف عن وجه آخر مليء بالتحديات والروتين والبيروقراطية التي لا تنتهي.

أصوات الضجر تعلو .. فاتورة عجفاء في زمن الغلاء!

لعلني لست وحدي من تلقى فاتورة كهرباء مُذهلة الشهر الماضي، فمبلغ الفاتورة الذي كان لا يتجاوز الـ 400 ريال في السابق، قفز إلى 650 ريالاً بين ليلة وضحاها، دون سابق إنذار أو تفسير مقنع. ولم يكن لدي خيار سوى دفع هذه المبالغ الباهظة حتى لا أُحرم من الكهرباء التي أصبحت ضرورة لا غنى عنها في ظل الحياة العصرية المُكلفة.

ظلم ذوي القربى أشد مضاضة

هذا الارتفاع الجنوني في فواتير الكهرباء، أثار حفيظتي بشكل خاص، كوني أحد المساهمين في الشركة، حيث اشتريت عددًا من الأسهم قبل سنوات. فمن المُحبط أن أرى عائد استثماري يتلاشى، في الوقت الذي ترتفع فيه أرباح الشركة بشكل ملحوظ، دون أن ينعكس ذلك الإيجاب على المُساهمين أو المستهلكين.

وعود ومماطلات

عندما حاولت التقدم بشكوى لدى الشركة، واجهت جدارًا صلبًا من المماطلة والبيروقراطية، التي جعلتني أشعر وكأنني أتعامل مع مؤسسة حكومية عتيقة، وليس مع شركة خاصة ذات سمعة طيبة. فبعد جولات لا حصر لها من الاتصالات وإرسال الاستفسارات عبر البريد الإلكتروني، وجدت أنني أدور في حلقة مفرغة دون أي فائدة.

انتقاد لاذع على منصات التواصل

لم أكن وحدي من عبّر عن استيائه من أداء شركة الكهرباء السعودية، بل انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات اللاذعة للشركة، خاصة بعد الكشف عن بعض الممارسات المريبة، مثل استخدام أجهزة قياس استهلاك الكهرباء معطّلة أو غير دقيقة، مما أدى إلى تضخيم فواتير الاستهلاك.

مسؤولية اجتماعية مغيبة

من المفترض أن تكون شركة الكهرباء السعودية مؤسسة رائدة ذات مسؤولية اجتماعية عالية، ولكن يبدو أن هذه المسؤولية قد غُيبت تمامًا في السنوات الأخيرة. فبدلاً من العمل على تخفيف أعباء المواطنين في ظل اقتصاد متدهور، لجأت الشركة إلى رفع أسعار الكهرباء بشكل غير مُبرر، دون تقديم أي عروض أو تسهيلات تُذكر للمستهلكين.

هل من حل في الأفق؟

في ظل الوضع الراهن، فإن شركة الكهرباء السعودية بحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة ثقة جمهورها، منها:
- مراجعة أسعار الكهرباء وتخفيضها بشكل معقول.
- تحسين جودة الخدمة وتسهيل إجراءات الشكاوى.
- الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة لتقليل تكاليف الإنتاج.
- تعزيز الشفافية والإفصاح عن المعلومات المالية بشكل دوري.
وإلى أن يتم اتخاذ هذه التدابير، فإن شركة الكهرباء السعودية ستظل تحت مجهر الرأي العام، وسيتواصل مسلسل الاستياء والانتقادات حتى تتم معالجة هذه المشكلات الجوهرية.