سبت النور، انقضاء الأصوام عن الشعوب المسيحية




يعتبر سبت النور أحد أهم المناسبات الدينية المسيحية، إذ يشير إلى القيامة المسيحية، احتفالًا بقيام المسيح من بين الأموات بعد صلبه، وإتمام ذكرى آلام المسيح .
تحتفل الكنائس المسيحية عبر العالم، من الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت، بسبت النور في أيام مختلفة من أبريل، إذ يحتفل الغربيون الذين يتبعون التقويم الغريغوري به في يوم الأحد الذي يلي أول قمر مكتمل بعد الاعتدال الربيعي. أما المسيحيون الشرقيون الذين يتبعون التقويم الشرقي فيحتفلون به، في يوم الأحد الذي يلي أول قمر مكتمل بعد الاعتدال الربيعي عند نهاية الصوم الكبير، الذي يستمر لمدة أربعين يومًا قبله.
يعود أصل سبت النور إلى القرن الخامس الميلادي، حيث تم تحديده رسميًا كمهرجان سنوي من قبل مجلس نيقية عام 325 ميلادي. وقد ارتبط اسم "سبت النور" مع سر القيامة المسيحية، ويُعتقد أن ضوء سبت النور يجذب الملائكة، ويكشف عن الطريق للخطاة التائبين، كما يذكرنا بنور المسيح الذي قهر الظلمة.
يحتوي احتفال سبت النور على العديد من الطقوس، حيث تبدأ عادةً بوقفة عيد الفصح، وهي فترة صلاة وتأمل في ليلة السبت الذي يسبق الاحتفال. وتشمل الطقوس الأخرى تبادل التحيات والتهاني، وتناول الطعام الاحتفالي، وإضاءة الشموع، وتزيين البيض الملون، الذي يرمز إلى قبر المسيح الفارغ.
تدور حول سبت النور العديد من التقاليد والأساطير، حيث يقال أنه في هذه الليلة تنزل السماء إلى الأرض، وتفتتح أبواب الجنة، ويستجيب الله لصلوات المؤمنين. كما يعتقد أن الماء الذي يتم جلبها من الكنيسة في ليلة سبت النور له خصائص شفائية خاصة، ويطلق على هذا الماء اسم الماء المقدس.
يمثل سبت النور أيضًا نهاية فترة الصوم الكبير، وهي فترة من الزهد والتأمل الروحي يمارسها المسيحيون قبل الاحتفال. ينتهي الصوم الكبير مع سبت النور، ويأكل الناس بعد ذلك وجبة احتفالية تعرف باسم "فطر" أو "فصح".
فإذا كنت مسيحيًا، فإن سبت النور هو وقت مهم للفرح والاحتفال، وتجديد إيمانك. إنه وقت للتأمل في معنى الآلام والموت والقيامة للمسيح، وتجديد عهدك بالإيمان به.