حربٌ لا هوادة فيها... هكذا ستظل حتى يقضي الله أمراً مفعولاً




في مجتمعٍ يموج بالتناقضات والاختلافات، لا بدّ وأن تبرز بعض القضايا التي تشعل فتيل الصراع وتدفع بالناس إلى الدخول في معارك طاحنة. ولعل من أبرز هذه القضايا التي تثير الجدل وتقسم الناس إلى فريقين متخاصمين تلك المتعلقة بـ"الحروب".
فمنذ فجر التاريخ البشري، والحروب تُلقي بظلالها القاتمة على مسيرة الإنسان، مخلفة وراءها دمارًا وخرابًا ومعاناة لا تُحصى. وما من شك بأن الحروب قد تسببت في مقتل الملايين من البشر، فضلاً عن تشريد وإصابة وتجويع آخرين لا حصر لهم.

وفي الوقت الذي يبرر فيه البعض الحروب بدعوى أنها ضرورة لا بد منها للدفاع عن الوطن أو تحقيق أهداف سياسية معينة أو حماية مصالح اقتصادية، يرى آخرون أن الحرب لا يمكن تبريرها أبدًا، وأن أضرارها تفوق أي منافع قد تجلبها.


والحقيقة أنه لا يوجد إجابة سهلة على السؤال حول شرعية الحرب أو عدم شرعيتها، فهذا الأمر يعتمد على مجموعة من العوامل والظروف التي تختلف من حالة إلى أخرى. ومع ذلك، فإن المنطق السليم والعقل السليم يقوداننا إلى استنتاج واحد لا مفر منه: الحرب هي شر لا بد من تجنبه بكل السبل الممكنة.


فالحرب هي خيارٌ يائس ليس له أي مبررٍ أخلاقي أو إنساني. إنها لعبة القتل والدمار التي لا يُعرف فيها من الغالب إلا بعد أن يخسر الجميع. إنها نافذة على جحيم لا نريد أن ندخله، ومأساة إنسانية يجب علينا منعها بكل ما أوتينا من قوة.


وفي عالمٍ يعج بالأزمات والصراعات، من واجبنا أن نعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات التي تعصف بمجتمعاتنا. فنحن بحاجة إلى أن نتحلى بروح التسامح والتعايش والتفاهم، وأن نتخلى عن الأفكار المسبقة والعداء المتبادل.

إننا بحاجة إلى بناء عالمٍ لا مكان فيه للحروب، عالم يسوده السلام والعدل والازدهار. عالم يحترم فيه حقوق الإنسان ويكفل فيه حق الجميع في الحياة الكريمة. وقد يكون هذا حلمًا بعيد المنال، لكنه حلم يستحق النضال من أجله.


فلتكن حربنا ضد العنف والظلم والكراهية، ولنسعَ جاهدين لإحلال السلام في قلوبنا وعقولنا وعلى أرضنا. فالحرب ليست قدرًا محتومًا، بل هي اختيار يجب أن نرفضه بكل ما أوتينا من قوة.



في زحمة الحياة وصخب السياسة وصراعات المصالح، نجد أنفسنا أمام تساؤلٍ محوري: هل يمكن أن نعيش في عالمٍ بلا حروب؟ هل هو حلمٌ بعيد المنال أم حقيقة قابلة للتحقيق؟


إن الإجابة عن هذا السؤال ليست بالأمر السهل، فهي تتطلب منا أن نغوص في أعماق النفس البشرية ونُحلل دوافعها وغاياتها. فالحرب ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، وقد يصعب إيجاد حلول سحرية للقضاء عليها بشكل نهائي.


ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أننا يجب أن نستسلم لليأس أو أن نقبل الحرب كقدر محتوم. فالتاريخ مليء بالأمثلة على أشخاص وشعوب ناضلوا من أجل السلام وحققوا انتصارات كبيرة في مواجهة الصعوبات والتحديات.


فإذا أردنا حقًا أن نعيش في عالمٍ بلا حروب، فإن أولى الخطوات التي يجب أن نتخذها هي أن نربي أنفسنا وأبناءنا على ثقافة السلام والتسامح. علينا أن نزرع في نفوسهم مبادئ التعايش والمحبة والاحترام المتبادل، وأن نجعلهم يفهمون أن الحرب ليست أبدًا الحل الأمثل.


كما علينا أيضًا أن نعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات التي تعصف بمجتمعاتنا. علينا أن نتخلى عن العدائية والعنف والكراهية، وأن نلجأ إلى الحوار والتفاوض والوساطة لحل الخلافات.


إن بناء عالمٍ بلا حروب يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع أفراد المجتمع، وهو مسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا. علينا أن نعمل معًا لخلق مناخ من التسامح والتفاهم، وأن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق السلام في قلوبنا وعقولنا وعلى أرضنا.


قد يكون الطريق أمامنا طويلاً وشاقًا، لكنه ليس مستحيلاً. فالحلم بعالمٍ بلا حروب حلم يستحق النضال من أجله، وهو حلم يمكن أن يتحقق إذا آمنّا به وعملنا معًا لجعله حقيقة.