بدر بن عبدالمحسن.. البدوي الذي غير وجه المملكة




قبل أن يتولى الملك عبدالعزيز حكم المملكة العربية السعودية، كان جزء كبير من أراضيها صحراء قاحلة يسكنها البدو الرحل. كان أحدهم شابًا طموحًا اسمه بدر بن عبدالمحسن، الذي كان له دور فعال في تحويل تلك الأراضي إلى دولة مزدهرة وحديثة.
ولد بدر بن عبدالمحسن عام 1847 في قرية صغيرة بالقرب من مدينة الرياض. ينتمي لعشيرة بدوية كبيرة، وكان والده أحد شيوخها. تربى بدر في الصحراء وتعلم الحياة البدوية القاسية.
كان بدر رجلاً ذكيًا وفضوليًا. في سن مبكرة، بدأ في قراءة الكتب والتقويمات العربية. كما بدأ في السفر إلى مدن أخرى في شبه الجزيرة العربية، حيث قابل تجارًا ومفكرين من جميع مناحي الحياة.
تغيرت حياة بدر إلى الأبد عندما التقى الملك عبدالعزيز عام 1902. كان الملك عبدالعزيز في ذلك الوقت أميراً شاباً يسعى إلى توحيد شبه الجزيرة العربية تحت حكمه. تعرّف الملك عبدالعزيز على ذكاء بدر وحكمته وسرعان ما عينه مستشارًا له.
كان بدر لاعبًا رئيسيًا في العديد من الحملات العسكرية التي شنها الملك عبدالعزيز، والتي أدت في النهاية إلى تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932. كان بدر أيضًا المفاوض الرئيسي في العديد من المعاهدات التي أبرمها الملك عبدالعزيز مع القبائل البدوية الأخرى.
كان بدر أيضًا مسؤولاً عن تطوير التعليم والصحة والبنية التحتية في المملكة. أسس مدارس ومستشفيات وشبكات طرق جديدة. كما ساعد في تعزيز الصناعة والزراعة والتعدين.
توفي بدر بن عبدالمحسن عام 1941 عن عمر يناهز 94 عامًا. لكن إرثه ما زال حيًا حتى اليوم في المملكة العربية السعودية. سيذكر دائمًا بأنه أحد مؤسسي المملكة والرجل الذي ساعد في تحويلها من صحراء قاحلة إلى دولة مزدهرة وحديثة.
لقد كان بدر بن عبدالمحسن رجلاً استثنائياً حقق إنجازات عظيمة خلال حياته. كان بدوياً بسيطاً صعد ليكبح أحد أبرز الشخصيات في تاريخ المملكة العربية السعودية. كانت مساهماته في تأسيس المملكة وتطورها لا تقدر بثمن، وسيظل اسمه مرادفًا للرؤية والتقدم لعقود قادمة.