المنتخب السعودي تحت 23 عامًا.. بطل آسيا.. والإنجاز الأبرز في تاريخ الكرة السعودية




"منذ فجر تاريخ كرة القدم السعودية، ظلت جماهيرنا العريضة تحلم بلحظة كهذه".
تلك كانت كلمات الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد تتويج المنتخب السعودي تحت 23 عامًا بكأس آسيا تحت 23 عامًا، في مبادرة جديدة تؤكد على اصطفاف الأمير عبد العزيز مع الجماهير السعودية التي طال انتظارها لهذا الإنجاز المهم.

إنجاز تاريخي ومرور صعب

يُعد فوز المنتخب السعودي أول لقب قاري للكرة السعودية على مستوى المنتخبات السنية منذ تحقيق كأس آسيا عام 1996، ومن هنا تظهر قيمة هذا التتويج التاريخي.
لم يتأهل المنتخب السعودي تحت 23 عامًا إلى البطولة الآسيوية بسهولة، إذ خاض مبازاة فاصلة أمام أوزبكستان، ونجح في الفوز عليها بهدفين مقابل هدف وحيد، ليحجز مقعده في النهائيات التي أقيمت في أوزبكستان.
في البطولة، مر المنتخب السعودي بصعوبات عديدة، حيث تعادل في مباراته الأولى أمام اليابان بهدف لمثله، ثم فاز على الإمارات برباعية مقابل هدف، إلا أنه عاد وتعادل أمام طاجيكستان بهدف لمثله، ليفوز بصعوبة على فيتنام بهدفين مقابل هدف واحد في ربع النهائي.
أما في أبرز مباريات الدورة، فقد واجه المنتخب السعودي نظيره الأسترالي في نصف النهائي، ليحقق فوزًا صعبًا بركلات الترجيح، بعد مباراة عصيبة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، لتكون المباراة بمثابة بروفة نهائية لنهائي البطولة أمام أوزبكستان، صاحب الأرض والجمهور.
وفي النهائي، استطاع المنتخب السعودي قلب تأخره بهدف دون رد إلى فوز بهدفين مقابل هدف، ليحرز بذلك أول لقب له في تاريخ هذه البطولة، ويُسجل اسمه في سجل أبطال آسيا، فرحًا الجماهير السعودية وواضعًا الكرة السعودية على منصة التتويج الآسيوية مرة أخرى.

الثلاثي الذهبي يكتب التاريخ

كان لثلاثي المنتخب السعودي المؤلف من أيمن يحيى ومهند الشنقيطي وأسامة هوساوي الدور الأكبر في كتابة هذا التاريخ الذهبي، إذ نجح هذا الثلاثي في تسجيل جميع أهداف المنتخب السعودي في البطولة.
قدم الثلاثي مستوى فنيًا مبهرًا طوال مباريات البطولة، وخلقوا كثيرًا من الفرص لزملائهم، وأثبتوا أن لديهم مستقبلًا كبيرًا مع المنتخب السعودي الأول.

الأمير عبد العزيز ومحمد الخليوي.. الدور الفاعل

لعب الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، دورًا كبيرًا في إنجاز المنتخب السعودي، حيث وفّر كل سبل الدعم والإعداد للمنتخب قبل البطولة، وكان حريصًا على توفير كل ما يحتاجه اللاعبون والجهاز الفني، كما حرص على متابعة تحضيرات المنتخب في معسكره الداخلي، قبل السفر إلى أوزبكستان.
كما كان محمد الخليوي، رئيس بعثة المنتخب، أحد أبرز الشخصيات التي كان لها دور بارز في نجاح المنتخب، إذ حرص الخليوي على تهيئة الأجواء المناسبة للاعبين طوال فترة البطولة، وكان حلقة وصل بينهم وبين إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.

مُستقبل المنتخب السعودي

يُعد هذا الإنجاز حافزًا كبيرًا للمنتخب السعودي الأول، في ظل وجود هذا الجيل الواعد من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم على مستوى القارة الآسيوية، وتطور مستوياتهم الفنية بشكل لافت.
يأمل الجمهور السعودي أن يُواصل هؤلاء اللاعبون التألق، ويُقدموا مستويات كبيرة في المواسم المقبلة، وأن يكونوا نواة للمنتخب السعودي الأول في الاستحقاقات القادمة، لاسيما أن المنتخب السعودي مقبل على المشاركة في بطولة كأس العالم 2022، والمقامة في دولة قطر، والتي تُمثل فرصة كبيرة لتحقيق إنجاز جديد للكرة السعودية.