القنبلة المتفجرة: عبد المجيد الزنداني




ما هو الدور الحقيقي للشيخ عبد المجيد الزنداني في أحداث اليمن؟ هل هو داعية للإسلام أم إرهابي خطير؟
تطارد الكثير من الشائعات والاتهامات الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني، فتارة يتهم بأنه داعية إرهابي، وتارة أخرى يوصف بأنه أحد رموز الإسلام المعتدل. فما هو السر وراء هذه التناقضات؟
نشأته وبداياته
ولد عبد المجيد الزنداني في عام 1942 في اليمن، ونشأ في بيئة محافظة متدينة. درس الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر بالقاهرة، حيث تأثر بأفكار جماعة الإخوان المسلمين.
عاد الزنداني إلى اليمن في السبعينيات، حيث أسس مركز الدعوة والإرشاد، وهو منظمة غير حكومية تعمل في المجالات التعليمية والاجتماعية. كما كان أحد مؤسسي حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر أحزاب المعارضة في اليمن.
علاقته بالإسلام السياسي
يُصنف الزنداني على أنه أحد رموز التيار الإسلامي المعتدل في اليمن. وهو يدعو إلى حوار بين الأديان، ويدين العنف والإرهاب. ومع ذلك، فقد اتهمته بعض الجهات بالتطرف بسبب آرائه السياسية.
ففي عام 2004، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية الزنداني على قائمة الإرهاب بسبب مزاعم بصلاته بتنظيم القاعدة. ونفى الزنداني هذه الاتهامات، وقال إنه مستهدف بسبب مواقفه السياسية المعارضة للحكومة اليمنية.
دوره في أحداث اليمن
لعب الزنداني دوراً بارزاً في أحداث اليمن خلال السنوات الأخيرة. فقد كان أحد قادة ثورة الشباب عام 2011، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح.
كما كان الزنداني من المعارضين للحوثيين، الذين سيطروا على صنعاء في عام 2014. وعقب هذه الأحداث، غادر الزنداني اليمن إلى السعودية، حيث يقيم حالياً.
اتهامات وتبريرات
واجه الزنداني اتهامات عديدة طوال مسيرته. ففي عام 1999، أدين غيابياً في محكمة أمريكية بتهمة التآمر لقتل سائح أمريكي في اليمن. كما اتهم بتوفير الدعم المالي واللوجستي لتنظيم القاعدة.
ينفي الزنداني جميع هذه الاتهامات، ويقول إنه ضحية مؤامرة من قبل خصومه السياسيين. كما يؤكد أنه لا علاقة له بالإرهاب، وأن آراءه الإسلامية معتدلة.
إرث مثير للجدل
يظل إرث عبد المجيد الزنداني مثيراً للجدل. فبينما يرى البعض أنه داعية معتدل يحظى باحترام كبير في اليمن والعالم الإسلامي، يتهمه آخرون بأنه إرهابي خطير يهدد الأمن والاستقرار.
ومن الصعب الفصل بين هذه الاتهامات المتضاربة دون مزيد من التحقيق. ومع ذلك، لا شك في أن الزنداني شخصية محورية في تاريخ اليمن الحديث، وأن دوره في أحداث البلاد لا يزال يدرس ويبحث.