الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان: رائد الفضاء الإماراتي الذي حلق في سماء الأحلام




في عالم يسوده التوق إلى اكتشاف ما هو غير معروف، يبرز اسم نجم ساطع في سماء الفضاء الإماراتي، إنه الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، أول رائد فضاء إماراتي رسم بصواريخ عزيمته وشجاعته دربًا مضيئًا في تاريخ الوطن.

منذ نعومة أظفاره، كان هزاع شغوفًا بالفضاء، فكان يقضي ساعات طويلة في قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام عن رواد الفضاء ومغامراتهم. وعندما أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن بدء البحث عن رواد فضاء إماراتيين للمشاركة في المهمة إلى محطة الفضاء الدولية، لم يتردد هزاع في التقديم ليكون جزءًا من هذا الحلم الوطني.

خضع هزاع لتدريبات مكثفة وشاقة على مدى عدة سنوات، تضمنت محاكاة ظروف انعدام الجاذبية واختبارات نفسية وجسدية قاسية. واستطاع بفضل إصراره وروحه القتالية أن يتفوق على عشرات المتقدمين ويحصل على شرف تمثيل الإمارات في هذه المهمة التاريخية.

وفي عام 2019، انطلق هزاع على متن مركبة الفضاء سويوز إلى محطة الفضاء الدولية، برفقة رائدي الفضاء الروسيين أليكسي أوفتشينين ونيكولاي تيخونوف. أمضى هزاع ثمانية أيام في المحطة، أجرى خلالها العديد من التجارب العلمية وأجرى محادثات مع القيادة الإماراتية.

كانت مهمة هزاع مصدر إلهام لجيل كامل من الشباب الإماراتي والعربي، وأثبتت للعالم أن أبناء الإمارات قادرون على تحقيق أعلى المراتب والمساهمة في علوم الفضاء. كما أرسلت هذه المهمة رسالة سلام وتعاون إلى دول العالم، مؤكدةً دور الإمارات في نشر المعرفة والتقارب بين الشعوب.

اليوم، يواصل هزاع مسيرته كسفير للإمارات في مجال الفضاء، ويشارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات حول العالم لنشر الوعي بأهمية استكشاف الفضاء ودور دولة الإمارات الريادي في هذا المجال. كما أنه يعمل على دعم الجهود الوطنية لتطوير القطاع الفضائي الإماراتي وتشجيع أجيال المستقبل على احتضان أحلامهم والتصدي للتحديات.

إن قصة هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان هي قصة ملهمة عن الشغف والإصرار والقدرة على تحقيق المستحيل. إنه نموذج يُحتذى به للشباب العربي، ويذكرنا بأن السماء ليست هي الحد، بل هي مجرد بداية لطريق مليء بالإمكانيات.