الشيخ مصطفى العدوي.. العالم التقي الذي أضاء مصر بمصباح العلم




أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

أيها الإخوة والأخوات، أتحدث إليكم اليوم عن أحد أعلام العلم والتدين في تاريخ مصر، وهو الشيخ مصطفى العدوي، الذي أضاء مصر بمصباح العلم والمعرفة، وأسس مدرسة فكرية عظيمة أثرت على أجيال عديدة، وتركت بصمة واضحة على الحياة الدينية والاجتماعية في مصر.

مولده ونشأته

ولد الشيخ مصطفى العدوي في عام 1390 هـ الموافق 1970 ميلادية، في قرية كفر العدوي بمحافظة الشرقية، ونشأ في أسرة متواضعة، لكنها كانت غنية بالتدين والعلم، فقد كان والده إمام مسجد القرية، وكان له أثر كبير في تنشئة ابنه وتوجيهه نحو العلم الشرعي.

رحلته في طلب العلم

بدأ الشيخ مصطفى العدوي رحلته في طلب العلم في سن مبكرة، حيث حفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة، ثم التحق بالأزهر الشريف، وتتلمذ على يد كبار العلماء والشيوخ، منهم الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمد متولي الشعراوي، وتفوق في دراسته، وحصل على شهادة العالمية مع مرتبة الشرف الأولى.

مسيرته الدعوية

بعد تخرجه، عاد الشيخ مصطفى العدوي إلى قريته، وبدأ مسيرته الدعوية، وألقى دروسًا ودروسًا في المساجد والمدارس، وكان يتميز بأسلوبه السهل الممتنع، ووضوحه في إيصال المعلومات الشرعية، وسرعان ما ذاع صيته، وتوافد عليه الناس من كل حدب وصوب للاستفادة من علمه وفضله.

تأسيس معهد العلوم الشرعية

وفي عام 2005 ميلادية، أسس الشيخ مصطفى العدوي معهد العلوم الشرعية في مسقط رأسه، كفر العدوي، وكان هذا المعهد بمثابة منارة للعلم والمعرفة، حيث توافد عليه الطلاب من كل أنحاء مصر والعالم العربي، وتخرج منه مئات العلماء والخطباء، الذين أسهموا في نشر العلم الشرعي في مختلف بقاع الأرض.

مؤلفاته وآثاره العلمية

ترك الشيخ مصطفى العدوي خلفه ثروة علمية هائلة، تمثلت في عشرات المؤلفات والكتب، منها كتاب (فقه العبادات)، وكتاب (فقه المعاملات)، وكتاب (التفسير الميسر للقرآن الكريم)، وغيرها من المؤلفات القيمة، التي أصبحت مرجعًا مهمًا للعلماء والطلاب في الدراسات الشرعية.

مناقبه وأخلاقه الحميدة

إلى جانب علمه الواسع، كان الشيخ مصطفى العدوي يتمتع بمناقب وأخلاق حميدة، فقد كان رجلاً متواضعًا، كريمًا، دائم الابتسامة، وكان يحب الخير للناس، ويسعى دائمًا إلى مساعدة المحتاجين والملهوفين.

وفاته

انتقل الشيخ مصطفى العدوي إلى جوار ربه في عام 1439 هـ الموافق 2018 ميلادية، عن عمر يناهز الثامنة والأربعين عامًا، تاركًا خلفه إرثًا علميًا وتربويًا عظيمًا، وذكرى طيبة في قلوب كل من عرفه.

رحم الله الشيخ مصطفى العدوي وتقبله في الصالحين، ونسأل الله أن ينفعنا بعلمه وأن يجعله في ميزان حسناته يوم القيامة.

والحمد لله رب العالمين