الحشاشين.. الحلقة 7: القلعة التي صنعت الاسطورة




بعيدًا عن جنون المدن وضوضائها، في قلب جبال النصيرية الساحرة، حيث الطبيعة البكر والهواء العليل، تتربع قلعة الحصن الشامخة، شاهدةً على عصور من البطولة والفداء والصمود الأسطوري.

تُعرف قلعة الحصن باسم "مهد الحشاشين"، وهي طائفة إسلامية أسطورية اشتهرت ببراعة أفرادها في الاغتيالات والعمليات السرية. تأسست القلعة على يد الفاطميين في القرن الحادي عشر، وسرعان ما أصبحت مركزًا للدعوة الإسماعيلية تحت حكم الحاكم بأمر الله. وكان قادة الحشاشين، المعروفين باسم "دعاة العلوية"، يتخذون من قلعة الحصن مقرًا لهم، ويخططون من داخل أسوارها الحصينة لحملاتهم السرية.

تُعد قلعة الحصن نموذجًا رائعًا للهندسة العسكرية في العصور الوسطى. بنيت القلعة على قمة جبل شديد الانحدار، وتحيط بها وديان عميقة ومرتفعات صخرية، مما يجعلها حصنًا منيعًا لا يمكن اختراقه تقريبًا. تتكون القلعة من عدة أسوار متحدة المركز، كل منها محصن بأبراج مراقبة قوية وبوابات حديدية ثقيلة. ويوجد داخل القلعة مسجد صغير وقاعة استقبال وخزائن وورش عمل ومستودعات، مما يدل على أنها كانت مركزًا إداريًا مهمًا بالإضافة إلى كونها حصنًا عسكريًا.

اشتهرت قلعة الحصن أيضًا بحدائقها الغناء وبساتينها الوارفة، والتي كانت توفر الغذاء والمأوى لسكانها. كان لدى الحشاشين نظام ري متقدم للحفاظ على حدائقهم في حالة ازدهار، حتى في ظل الظروف الجافة. وكانت القلعة محاطة بخندق مائي يوفر مصدرًا إضافيًا للمياه كما كان بمثابة حاجز دفاعي إضافي.

غالبًا ما يشار إلى قلعة الحصن باسم "معقل الجبل"، وقد كانت بالفعل حصنًا لا يمكن اختراقه. صمدت القلعة أمام حصار متواصل دام 5 سنوات من قبل الصليبيين، بقيادة بالدوين ملك بيت المقدس، في القرن الثاني عشر. وفشل الصليبيون في اختراق أسوار القلعة المنيعة، واضطروا في النهاية إلى رفع الحصار والتخلي عن محاولاتهم لغزوها.

تعد قلعة الحصن اليوم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي وجهة سياحية شهيرة للزوار من جميع أنحاء العالم. تتيح الزيارة للزوار استكشاف الأسوار القديمة والمسجد والحدائق الخلابة للقلعة، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمناظر الخلابة لجبال النصيرية المحيطة.

إن قلعة الحصن هي أكثر من مجرد حصن قديم؛ إنها شهادة على شجاعة وإصرار الذين قاتلوا للدفاع عنها. إنها رمز للصمود والصمود البشري، وتذكير بتاريخ غني بالمآثر البطولية والتضحيات.

فإذا كنت تتوق إلى تجربة قطعة من التاريخ حيًا، وإلى رؤية مكان حيث تم تشكيل الأسطورة، فإن قلعة الحصن هي وجهة لا بد منها. إنها قلعة صنعت الأسطورة، ولا تزال أسوارها القديمة تقص قصصًا عن البطولة والتصميم التي استمرت عبر القرون.