البريكان.. أول طعام يفطرون على رائحته في رمضان




ما هي أول رائحة تفطر عليها في رمضان؟

بالنسبة لجزء كبير من المصريين، ستكون الإجابة بكل تأكيد "البريكان"، ذلك الطبق الشعبي الذي يعتبر من أبرز مظاهر الاحتفال بشهر الصيام المبارك.

البريكان هو عبارة عن عجينة إما حلوة أو مالحة، يتم قليها في زيت غزير حتى تكتسب اللون الذهبي الشهير، وتُقدم ساخنة مع رشة من السكر البودرة أو الدبس "العسل الأسود" حسب الرغبة.

أصل اسم "البريكان" غير معروف على وجه التحديد، لكن هناك بعض النظريات التي رجحت أن يكون الاسم مشتقاً من كلمة "بريكان" بالتركية، والتي تعني "قطعة" أو "شريحة"، وذلك نسبة إلى شكل العجين أثناء القلي.

ويرجع تاريخ البريكان في مصر إلى العصر الفاطمي، حيث كان يُعرف باسم "القُراص" أو "القرصة"، وكان يُصنع من دقيق القمح أو الذرة أو الأرز، ويُحشى باللحم المفروم أو الخضروات أو الجبن.

وفي العصر المملوكي، اشتهر نوع آخر من البريكان يُسمى "البريكان التركي"، والذي كان يُصنع من العجين المحلى والمقلي، ويُرش عليه السكر البودرة أو العسل.

وبمرور الوقت، تطور البريكان إلى الشكل الذي نعرفه اليوم، وأصبح من الأكلات الأساسية التي لا غنى عنها في رمضان، حيث يُعد في المنازل والمحلات التجارية على حد سواء.

وعلى الرغم من بساطة مكوناته، إلا أن البريكان يتميز بمذاقه اللذيذ الذي يجعله محبوباً لدى الكبار والصغار. وبالإضافة إلى ذلك، فهو طبق اقتصادي ومتوفر في متناول جميع الفئات.

ويقول البعض إن رائحة البريكان تُساعد على فتح الشهية وتحفيز إفراز العصارات الهاضمة، ما يجعله وجبة مثالية للإفطار بعد ساعات طويلة من الصيام.

وعلى الرغم من أنه أصبح متوفراً في جميع أنحاء مصر طوال العام، إلا أن للبريكان في رمضان نكهة خاصة، فرائحته تُنذر بقرب آذان المغرب وتُساعد على خلق أجواء روحانية مميزة.

وإذا كنت لم تُجرب البريكان من قبل، فننصحك بشدة بتجربته هذا العام، فهو طبق يستحق التجربة بكل تأكيد.