الأمان .. الشعور الذي ضاع في خضم الخوف والقلق




في زحام الحياة وصخبها، فقد الإنسان أهم ما يملكه، ذلك الشعور العميق بالاطمئنان والسكون، شعور الأمان. صرنا نعيش في دوامة مستمرة من القلق والتوتر، نخشى على ذواتنا وأحبائنا، نخشى المستقبل والماضي والحاضر، حتى أصبحت حياتنا سلسلة لا نهائية من المخاوف.
أتذكر عندما كنت طفلاً، كنت أشعر بالأمان في حضن أمي الدافئ. كنت أعلم أن كل شيء سيكون على ما يرام طالما كانت بجواري. لكن مع مرور الوقت، بدأت الظلال تتسلل إلى عالمي الآمن، بدأت أسمع قصصًا عن أشخاص اختفوا أو تعرضوا للأذى، وبدأت الأخبار اليومية تملأ عقلي بالصور المرعبة للكوارث والحروب.
شيئًا فشيئًا، بدأ الشعور بالأمان ينهار. أصبحت أخشى الخروج بمفردي، وأخشى التحدث إلى الغرباء. أصبحت أدقق في كل تفاصيل حياتي، أتحقق من الأبواب والنوافذ عشر مرات قبل النوم، وأخشى أي ضوضاء صغيرة.
وليس غريباً هذا الشعور، ففي خضم جميع الأحداث المروعة التي نشهدها يوميًا، من الصعب أن نشعر بالأمان. لكن هل هذا يعني أننا يجب أن نستسلم للخوف والقلق؟ بالتأكيد لا.
الأمان شعور يمكننا استعادته، لكنه يتطلب جهدًا واعيًا. علينا أن نتعلم كيف نسيطر على أفكارنا ومشاعرنا، وأن نركز على الأشياء الإيجابية في حياتنا. علينا أن نبني شبكة دعم قوية من الأصدقاء والعائلة الذين يمكننا الاعتماد عليهم في أوقات الشدة.
كما علينا أن ندرك أن الخوف والقلق هما مجرد مشاعر، ليسا حقيقة. يمكننا تعلم كيفية إدارتهما والسيطرة عليهما. علينا أن نتذكر أننا أقوى مما نعتقد، وأننا قادرون على التغلب على أي تحديات نواجهها.
  • خذ نفسًا عميقًا واشعر بالاسترخاء. أنت الآن آمن.
  • ركز على الأشياء الإيجابية في حياتك.
  • تحدث إلى صديق أو فرد من العائلة عن مخاوفك.
  • مارس تمارين الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل
  • تذكر أن الخوف مجرد شعور، ليس حقيقة
  • أنت أقوى مما تعتقد، ويمكنك التغلب على أي تحديات تواجهها
استعادة الأمان رحلة ليست سهلة، لكنها تستحق العناء. عندما نتمكن من استعادة هذا الشعور، ستصبح حياتنا أكثر سعادة واكتمالاً. سنتمكن من مواجهة التحديات بشجاعة وثقة، وسنعيش حياة هادئة ومستقرة.