الأخدود ضد النصر




ما هي قصة الأخدود؟ إنها قصة مؤلمة عن اضطهاد المسيحيين من قبل الوثنيين في اليمن القديم. وفقًا لتلك القصة، أمر ملك ظالم في ذلك الوقت بإعدام كل من رفض عبادة الأصنام. فامتنع المسيحيون عن ذلك، وأحرقوا أحياء في خندق عملاق.
أنظر، لم يكن الموت هو ما خيف المسيحيين، بل الخيانة. لقد اختاروا الموت على أن يخونوا معتقداتهم. أدركوا أن النصر الحقيقي يكمن في التمسك بما آمنوا به، حتى لو كان الثمن هو حياتهم. لم يساوموا على إيمانهم ولم يتنازلوا عن السلام، حتى في مواجهة الموت الوشيك.
ولكن اليوم، يبدو أننا نمارس نوعًا مختلفًا من الاضطهاد. إنه اضطهاد ناعم غير مرئي تقريبًا، لكنه مؤثر للغاية. إنه اضطهاد الخوف - الخوف من المجابهة، والخوف من الوقوف إلى جانب ما نؤمن به، والخوف من أن يداننا الآخرون بسبب معتقداتنا.
أرى مثالًا على ذلك كل يوم في المجتمع الذي أعيش فيه. نحن خائفون من التحدث ضد الظلم. نحن خائفون من الدفاع عن ما نؤمن به. نحن خائفون من إبداء آرائنا.
ولكن، كيف يمكننا تحقيق النصر إذا كنا خائفين من الوقوف؟ كيف يمكننا هزيمة الظلم إذا كنا نخشى التحدث عنه؟ كيف يمكننا بناء عالم أفضل إذا كنا خائفين من أن نكون أنفسنا؟
لقد حان الوقت لأن نتخذ موقفًا. لقد حان الوقت لأن نقول "لا" للخوف، و"نعم" للشجاعة. لقد حان الوقت لأن نتذكر قصة الأخدود، ونتعلم من إيمان وعزيمة أولئك المسيحيين الأوائل.
لا يمكننا السماح للخوف بأن يهزمنا. لا يمكننا السماح للاضطهاد أن يقهرنا. يجب أن نقف مع بعضنا البعض، ونحارب الخوف معًا.
يقول الكتاب المقدس، "لأن الله لم يعطنا روح الخوف، بل روح القوة والمحبة والنفس السليمة." (2 تيموثاوس 1: 7).
دعونا نستمد القوة من كلمات الكتاب المقدس هذه، ولندعها تقودنا نحو النصر على الخوف. فلنكن مثل المسيحيين الأوائل الذين ماتوا في الأخدود، ولنختار الشجاعة على الخوف، والإيمان على الخيانة، والنصر على الهزيمة.