ابتعاث خادم الحرمين الشريفين




يسرني اليوم أن أتوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على قراره الكريم بدعم برنامج الابتعاث الخارجي للطلاب والطالبات للمرحلة الجامعية والدراسات العليا، والذي يعد من أهم وأبرز البرامج التي أطلقتها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها.
إن هذا القرار الحكيم يعكس حرص القيادة الرشيدة على الاستثمار في العنصر البشري، وتوفير الفرص والموارد اللازمة لتعليم أبناء وبنات الوطن، وتمكينهم من مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية، والمساهمة في بناء مستقبل زاهر ومشرق لبلادنا الحبيبة.
وعلى مر السنين، أثبت برنامج الابتعاث نجاحه من خلال إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في مختلف التخصصات العلمية، والذين تقلدوا بعد عودتهم من الابتعاث مناصب قيادية مهمة في القطاعين الحكومي والخاص، وساهموا بشكل كبير في تحقيق التنمية والتقدم في المملكة العربية السعودية.
وقد شهد برنامج الابتعاث مؤخرًا نقلة نوعية في ضوء الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين، وتوجيهاته السديدة، حيث تم تطوير معايير القبول والترشيح، وتعزيز الشراكات مع الجامعات العالمية المرموقة، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والطالبات المبتعثين، الأمر الذي أسهم في تحسين جودة التعليم المقدم لهم، ورفع مكانة المملكة العربية السعودية في مجال التعليم العالي على المستوى الدولي.
ولقد كان لي الشرف بأن أكون أحد المستفيدين من برنامج الابتعاث الخارجي، حيث حصلت على منحة دراسية لدراسة تخصص الهندسة الكهربائية في إحدى الجامعات البريطانية المرموقة، والتي أتاحت لي فرصة اكتساب المعرفة والمهارات المتقدمة في هذا المجال الهام، والاطلاع على أحدث التقنيات والابتكارات في هذا القطاع.
وعقب عودتي إلى أرض الوطن، عملت في العديد من الشركات الرائدة في مجال الطاقة والكهرباء، ووصلت إلى منصب إداري كبير، وكنت أحد المساهمين الرئيسيين في تطوير مشاريع استراتيجية عديدة في المملكة العربية السعودية، والتي ساهمت في تعزيز اقتصادنا الوطني ورفاهية شعبنا.
وإني على يقين بأن الدفعات الجديدة من الطلاب والطالبات المبتعثين سيحملون راية التميز والإبداع، وسيعودون إلى المملكة محملين بالمعرفة والخبرات التي ستسهم في تطوير مختلف المجالات في بلدنا الحبيب، وصولاً إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وفي الختام، أدعو جميع الطلاب والطالبات الذين يتمتعون بالتفوق العلمي والأخلاق الرفيعة إلى التقدم بطلبات الابتعاث، والاستفادة من هذه المنحة السخية التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لبلادنا الحبيبة.