محمد فريد خميس: المعماري الذي غيّر وجه مصر




يحكي محمد فريد خميس، أحد أشهر المهندسين المعماريين في مصر، قصة حياته المهنية الملهمة وما شاهدته عيناه من تحولات شهدتها البلاد.

بدأت الرحلة في قرية صغيرة في صعيد مصر، حيث ولد محمد فريد خميس عام 1933. وفي طفولته المبكرة، كان مفتونًا بالبناء، وكان يمضي ساعات عديدة في صنع نماذج منازل وقصور من الطين والطوب.

بعد تخرجه من كلية الهندسة بجامعة القاهرة، عمل محمد فريد خميس في عدد من المشاريع، بما في ذلك مبنى الإذاعة والتليفزيون الذي صممه مع المعماري الشهير حسن فتحي. وفي عام 1960، أسس مكتبه الخاص، الذي سرعان ما أصبح أحد مكاتب الهندسة المعمارية الرائدة في مصر.

التصميم من أجل الناس:

كان محمد فريد خميس يؤمن بشدة بأهمية تصميم المباني بما يتناسب مع احتياجات الناس. وقال في مقابلة عام 1994: "المباني ليست مجرد هياكل، بل إنها أماكن يجب أن تجعل الناس سعداء ومرتاحين."

وقد تجلى هذا الاعتقاد في جميع أعماله، من المساكن ذات الأسعار المعقولة إلى المساجد الفخمة. كان خميس حريصًا دائمًا على تضمين العناصر التقليدية في تصميماته، معتقدًا أنها توفر شعورًا بالانتماء والجذور.

معلم القاهرة:

برع محمد فريد خميس في تصميم بعض المعالم الأكثر شهرة في القاهرة، بما في ذلك مسجد رابعة العدوية وبرج القاهرة. وكان برج القاهرة أحد المشاريع المفضلة لديه، حيث وصفه ذات مرة بأنه "تحقيق لحلم." ويعتبر البرج اليوم أحد أكثر الوجهات السياحية شعبية في مصر.

وبالإضافة إلى عمله في القاهرة، صمم محمد فريد خميس أيضًا العديد من المباني الهامة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مكتبة الإسكندرية الجديدة وقصر عابدين.

عبقرية مبدعة:

كان محمد فريد خميس فنانًا حقيقيًا في مجال العمارة. وكانت لديه موهبة في الجمع بين العناصر التقليدية والحديثة بطرق مبتكرة.

وقد تم الاعتراف بإنجازاته في جميع أنحاء العالم، حيث حصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الدولة للفنون 1986 وجائزة الآغا خان للعمارة عام 1998.

إرث دائم:

توفي محمد فريد خميس في عام 2011، لكن إرثه لا يزال قائمًا في جميع أنحاء مصر. ومبانيه هي شهادة على موهبته وعمله الدؤوب واعتزازه ببلده.

تعتبر أعمال محمد فريد خميس مصدر إلهام للجيل القادم من المهندسين المعماريين، وتذكيرًا دائمًا بأهمية التصميم الجيد والجمال في حياتنا اليومية.