مازن السديري... من عالم الكارتون إلى عالم الأعمال




ليس من الشائع أن تجد شخصًا يحول شغفه في الرسم إلى مهنة مربحة، ولكن مازن السديري اثبت أنه من الممكن فعل ذلك. فمنذ طفولته، كان مازن يعشق الرسوم المتحركة، وخاصة أفلام ديزني وبيكسار. كان يقضي ساعات في رسم شخصياته المفضلة، متخيلًا القصص والمغامرات التي يعيشونها.
وعندما حان الوقت لاختيار مهنة، لم يعرف مازن ماذا يريد أن يفعل. فكر في أن يصبح مهندسًا أو طبيبًا، لكنه لم يشعر أبدًا أن هذه المهن مناسبة له. ثم في يوم من الأيام، أدرك أن ما يحبه حقًا هو الرسم.
بدأ مازن في دراسة الرسوم المتحركة في كلية فنون الإعلام في جامعة الملك سعود. وهناك ازدهرت موهبته، حيث كان يقضي ساعات طويلة في الاستوديو، ويعمل على قصصه الخاصة. وبعد تخرجه، حصل مازن على وظيفة في إحدى شركات الرسوم المتحركة، حيث عمل على مجموعة متنوعة من المشاريع، بما في ذلك الإعلانات التجارية والبرامج التلفزيونية.
ولكن بعد بضع سنوات، شعر مازن أن هناك شيئًا مفقودًا في وظيفته. فأراد أن يفعل أكثر من مجرد رسم شخصيات متحركة. أراد أن يخلق شيئًا خاصًا به، وأن يشارك قصصه مع العالم.
وهكذا، قرر مازن ترك وظيفته وبدء شركته الخاصة. أطلق عليها اسم "ستوديو مازن"، وبدأ في تطوير أفكاره الخاصة للرسوم المتحركة. وكان أول مشروع له عبارة عن سلسلة ويب قصيرة عن مجموعة من الأصدقاء الذين يعيشون في الرياض.
حققت سلسلة الويب نجاحًا كبيرًا، وسرعان ما اكتسبت شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي. ومنح هذا مازن الثقة للمضي قدمًا في مشاريع أكبر. وقد أخرج منذ ذلك الحين العديد من الأفلام القصيرة الحائزة على جوائز، وحتى فيلم روائي طويل.
لم يكن مسار مازن سهلاً دائمًا. فقد واجه العديد من العقبات والتحديات على طول الطريق. ولكن شغفه بالرسوم المتحركة دفعه إلى الاستمرار في العمل. واليوم، يعد مازن السديري من رواد الرسوم المتحركة في المملكة العربية السعودية. وهو مصدر إلهام للعديد من الفنانين الشباب، ويظهر للعالم أن كل شيء ممكن إذا كنت تؤمن بنفسك وتتابع أحلامك.