وفي عام 1993، صدر مرسوم أميري بإنشاء الهيئة العامة للأوقاف، والتي تولت منذ ذلك الحين مسؤولية إدارة الأوقاف العامة والخاصة في الكويت بموجب قانون الأوقاف رقم 38 لسنة 1993، كما تولت الهيئة إدارة المدارس الدينية التابعة لوزارة الأوقاف، بالإضافة إلى الإشراف على إنشاء وترميم المساجد والمصليات، وتوزيع الزكوات والصدقات، ودعم الجمعيات الخيرية، والمشاركة في المشاريع الخيرية والإنسانية داخل الكويت وخارجها.
في فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت، شكلت الأوقاف الكويتية عمادًا أساسيًا في دعم المقاومة الكويتية، حيث كانت الأموال التي تديرها الهيئة العامة للأوقاف بمثابة شريان الحياة لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين الكويتيين الذين صمدوا في وجه الاحتلال، كما استخدمت هذه الأموال لدعم الجهود العسكرية لتحرير الكويت، وهذا نموذج حي على الدور الهام للأوقاف في دعم المجتمع في أحلك الظروف، وفي تاريخ الكويت الحديث، وقفت الهيئة العامة للأوقاف إلى جانب شعبها في مختلف أزماته.
وفي الختام، فإن الهيئة العامة للأوقاف هي صرح تاريخي عظيم يشكل رافدًا رئيسيًا لتنمية المجتمع، وعاملاً أساسيًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية للكويت، وفي تحقيق التكافل الاجتماعي، ولذا يجب المحافظة عليها ودعمها وزيادة مواردها، ووضع الخطط الاستراتيجية لتطويرها لتظل منارة خير وعطاء للكويت والمسلمين في جميع أنحاء العالم.حفظ الله الكويت وأهلها، وأدام علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار.