الهيئة العامة للأوقاف.. صرح تاريخي شامخ يزهو بتراثه الإسلامي




بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
يعد إنشاء الهيئة العامة للأوقاف، وإنشاء وزارة الأوقاف قبلها، من أبرز وأهم الإنجازات في تاريخ الكويت الحديث، حيث حرص أهل الكويت منذ القدم على الاهتمام بالأوقاف والمحافظة عليها، واعتبروها عنصرًا فعالاً في تنمية مجتمعهم ورفاهيته، فمنذ بدايات القرن الماضي وتحديدًا في عام 1938، مع تأسيس دائرة الأوقاف رسميًا، اتخذت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على عاتقها الإشراف على إدارة الأوقاف الإسلامية بالكويت، لتتولى مسؤولية تنمية واستثمار هذه الأوقاف، وتوجيه ريعها حسب وصايا الواقفين.

وفي عام 1993، صدر مرسوم أميري بإنشاء الهيئة العامة للأوقاف، والتي تولت منذ ذلك الحين مسؤولية إدارة الأوقاف العامة والخاصة في الكويت بموجب قانون الأوقاف رقم 38 لسنة 1993، كما تولت الهيئة إدارة المدارس الدينية التابعة لوزارة الأوقاف، بالإضافة إلى الإشراف على إنشاء وترميم المساجد والمصليات، وتوزيع الزكوات والصدقات، ودعم الجمعيات الخيرية، والمشاركة في المشاريع الخيرية والإنسانية داخل الكويت وخارجها.

    ومن أبرز المنجزات التي حققتها الهيئة العامة للأوقاف:
  • إدارة وتمويل وتنمية واستثمار الأوقاف العامة والخاصة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
  • تنفيذ وصايا الواقفين على الوجه الأمثل بما يعود بالنفع على المجتمع الكويتي.
  • إقامة المهرجانات الدينية والندوات الثقافية التي تعزز قيم التسامح والاعتدال، ودعم البحوث والدراسات في المجالات الإسلامية
  • إنشاء وإدارة دور المسنين ودور الأيتام ودور تحفيظ القرآن الكريم.
  • الإشراف على أعمال الحج والعمرة.
  • تنفيذ مشاريع خيرية وإنسانية داخل الكويت وخارجها، وتقديم الدعم والمساندة للمتضررين من الكوارث الطبيعية والأزمات والحروب.
  • وللوقوف على أهمية الأوقاف في تنمية المجتمع الكويتي، فإنني أورد إليكم هذا المثال الرائع:

    في فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت، شكلت الأوقاف الكويتية عمادًا أساسيًا في دعم المقاومة الكويتية، حيث كانت الأموال التي تديرها الهيئة العامة للأوقاف بمثابة شريان الحياة لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين الكويتيين الذين صمدوا في وجه الاحتلال، كما استخدمت هذه الأموال لدعم الجهود العسكرية لتحرير الكويت، وهذا نموذج حي على الدور الهام للأوقاف في دعم المجتمع في أحلك الظروف، وفي تاريخ الكويت الحديث، وقفت الهيئة العامة للأوقاف إلى جانب شعبها في مختلف أزماته.

    وفي الختام، فإن الهيئة العامة للأوقاف هي صرح تاريخي عظيم يشكل رافدًا رئيسيًا لتنمية المجتمع، وعاملاً أساسيًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية للكويت، وفي تحقيق التكافل الاجتماعي، ولذا يجب المحافظة عليها ودعمها وزيادة مواردها، ووضع الخطط الاستراتيجية لتطويرها لتظل منارة خير وعطاء للكويت والمسلمين في جميع أنحاء العالم.

    حفظ الله الكويت وأهلها، وأدام علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار.