الكويت.. أم المعارك في تاريخ أبطال الأزرق




تحكي كرة القدم قصصًا لا تُنسى على مر التاريخ، إلا أن مواجهة فريدة من نوعها جمعت بين منتخبنا الوطني ونظيره العراق في عام 1979، لتصبح قصة خالدة في أذهان جماهير كرة القدم الكويتية والعربية.

المشهد: "
  • الكويت
  • "
    ، أرض حالمة غنية بالنفط، أوائل مارس من عام 1979. يتحضر المنتخب الوطني الكويتي لمباراة مصيرية ستحفر اسمه في سجلات التاريخ.

    الأبطال: أحمد الطرابلسي، فيصل الدخيل، ناصر الخليفة، جاسم يعقوب، عبد العزيز العنبري، هؤلاء هم بعض أفراد الجيل الذهبي للكرة الكويتية الذين سيبذلون كل ما في وسعهم تحقيق الإنجاز

    الخصم: منتخب العراق القوي، بقيادة الأسطورة حسين سعيد، ومجموعة من اللاعبين الموهوبين مثل عدنان درجال وكاظم وعل.

    السياق: كانت المباراة جزءًا من تصفيات كأس العالم 1980. فازت الكويت في مباراة الذهاب في بغداد بنتيجة 1-0، وكان النصر في مباراة الإياب سيضمن لها التأهل إلى النهائيات.
    المباراة: بدأت المباراة بإيقاع عالٍ، وتدفق الجماهير إلى الاستاد مع آذان المغرب. تبادل الفريقان الفرص، واشتعل الملعب حماسًا. في الدقيقة 70، تمكن المنتخب العراقي من تسجيل هدف التعادل، مما أثار غضب الجماهير الكويتية.

    بصوت واحد، هتفت الجماهير: "ما تنام ما تنام.. الكويت ما تنام". أعطت الهتافات لاعبي الكويت جرعة من الأمل، وتقدم ناصر الخليفة نحو المرمى العراقي في هجمة مرتدة سريعة.

    اللحظة الحاسمة: وضع ناصر الكرة بين قدميه، ووجهها نحو مرمى العراق. ارتطمت الكرة بالعارضة، ثم سقطت أمام فيصل الدخيل الذي لم يتردد في إخراجها من الشباك بتسديدة قاتلة.

    انفجر الاستاد في صرخات الفرح. لقد حققت الكويت الإنجاز، وتأهلت إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخها. لم تكن المباراة مجرد مباراة، بل كانت معركة شرسة دافع فيها أبناء الكويت بكل شرف عن ألوان علمها.

    الإرث: بعد عام واحد فقط، شارك المنتخب الكويتي في نهائيات كأس العالم في إسبانيا، وسجل اسمه في تاريخ كرة القدم باعتباره أول منتخب عربي يصل إلى المرحلة الثانية من البطولة. وأصبحت المباراة ضد العراق رمزًا لإرادة الكويتيين وعزيمتهم، ولا تزال حتى اليوم تلهم الأجيال القادمة من اللاعبين.

    الدروس المستفادة: علمتنا المباراة ضد العراق أن الروح الرياضية والإصرار هما مفتاح النصر. وأن الإيمان بالذات، ودعم الجماهير، يمكن أن يقودنا إلى تحقيق الأحلام التي تبدو مستحيلة.

    الختام: ستظل مباراة الكويت والعراق في عام 1979 قصة تروى للأجيال القادمة، قصة عن أبطال صنعوا التاريخ، وألهموا شعبهم وجعلوا الكويت تفتخر بإنجازات أبنائها. فإلى الأبد، ستحمل هذه المباراة اسم "أم المعارك" في قلوب أبناء الكويت.