محمد مكية.. 100 عام من العمارة العراقية



 

محمد مكية.. 100عام من العمارة والحياة (كتاب جديد للمعماري العراقي خالد السلطاني)

صدر كتاب جديد مكرس لمنجز المعمار العراقي د. محمد مكيه الذي بلغ في هذا العام (2014)، مائة سنة من عمره المديد، اذ ولد عام 1914 ببغداد، ويقيم منذ سنوات في لندن بالمملكة المتحدة. والكتاب الذي الفه د. خالد السلطاني، بعنوان ( محمد مكيه: مائة عام من العمارة والحياة)، طبع في عمان / الإردن، بمطبعة الاديب، وصدر في هذه السنة (2014)، ليكون إيماءة احترام وتقدير للمعمار المئوي ولمنجزه الثرّ، الذي أغنى به المشهد المعماري المحلي والإقليمي. نقرأ في كلمات إهداء الكتاب ما يأتي:  "إلى جميع المعماريين العراقيين الرواد،  الذين نفتخر بعمارتهم الرائدة،ويفتخر بهم الوطن"  قد يجادل البعض، في طبيعة وأهمية عمارة محمد مكيه واتجاهها الأسلوبي. لكن الثابت أن تلك العمارة شكلت بمقاربتها المميزة، أحد أهم تجليات المنجز المعماري العراقي المرموق، واحتلت موقعا مؤثرا في الخطاب المعماري الإقليمي. لقد ارتبطت مقاربة محمد مكية المعمارية بالاهتمام والتأكيد على خصوصية المكان، وثقافته، و"روحه"؛ كمفردة أساسية في عملية الخلق التكويني المؤسسة لعمارة جديدة، كان من ضمن مقوماتها تأويل وإعادة قراءة المنجز المعماري المحلي، ذلك المنجز، الذي تشكل عبر أزمنة طويلة، وإضافات مبدعة، تعاقب معماريون وبناة مبدعون على إثرائه وديمومته. إن فعالية التأويل، التي تبنتها تلك المقاربة الخلاقة، وإعادة القراءة للموروث المعماري التي وسمت نشاط محمد مكيه التصميمي، كانا يجريان ضمن مستلزمات وقيم عمارة الحداثة، وهي التي ما فتئت أن أصبحت عنوان الممارسة المعمارية العالمية السائدة، ومرجعيتها النظرية. ولعل هذا الأمر، هو الذي يجعل من مقاربة محمد مكية المعمارية أن ترتقي، لتكون حدثا مهماً، ومؤثراً، واستثنائياً بأهميته، في الخطاب المعماري الإقليمي والعالمي.  على امتداد نشاطه الإبداعي الحافل، أغنى محمد مكية البيئة المحلية والإقليمية بشواهد مبنية، تعد الآن صروحاً معمارية، و"أيقونات" بصرية لتلك المدن التي تقع فيها تلك الشواهد. ومثلما أثرى بيئتنا المبنية، فإنه أضاف، أيضاً، الشيء الكثير للمنجز المهني والأكاديمي (وخصوصاً الأكاديمي، الذي به ارتبط اسم مكيه كونه مؤسس وعميد أول مدرسة معمارية بالعراق )، كما للمنجز الثقافي العراقي المتنوع. من هنا، تعد عمارة مكيه، الآن، ملكاً للناس وللثقافة التي أنتجتها، وللمجتمع الذي صمّمت له تلك العمارة. يتناول الكتاب، إذاً، منتج المعمار العراقي المعروف؛ المنتج، المهم والرائد في العمارة العراقية. ويسعى الكتاب وراء تعقب وتوثيق وتحليل المشاريع والتصاميم التي أعدها مكيه عبر مسار عمره الطويل. يتوقف الكتاب ، بشكل أساس، عند الأهمية القصوى التي من خلالها، عبّر محمد مكيه عن حسه المهني للمكان، وتأثير هذا المكان وثقافته على مجمل التصاميم التي أنجزها المعمار، مثل "مسجد الخلفاء" (1963)، وكلية التربية في باب المعظم (1966)، ومكتبة ديوان الأوقاف (1967) ببغداد، ومبنيي مصرف الرافدين في الكوفة (1968)، وفي كربلاء (1968)، ومسجد الشيخ حمد (1974) في البحرين. وبالطبع، يتناول الكتاب مسجد الكويت الكبير (1982)، ومسجد الصديق (1978)، ومسجد الدولة الكبير في بغداد (1982)، وجامعة الرشيد (1981) في ضواحي بغداد، ومشروع الجامعة العربية في تونس (1983) وغيرها من المشاريع ذات اللغة التصميمية الميزة التي أكسبت تلك العمارة أهميتها، ومنحتها فرادتها.  يوظف المؤلف في نصه الكتابي، أدوات النقد الحديث، لجهة رؤية المنجز المعماري المتحقق لمحمد مكية، بصورة موضوعية وشاملة. كما ينشر كثيرا من الصور التي التقطها المؤلف "شخصيا" عن مباني محمد مكية، وخصوصا مبانيه "العراقية". كما استعار المؤلف صورا ومخططات عديدة من مؤلفات، تعاطت مع منجز محمد مكيه المعماري، مثل كتاب "كلاسيكية ما بعد إسلامية" للدكتور كنعان مكيه، وكذلك كتاب "محمد مكية والعمران المعاصر" للدكتور حسين الهنداوي.   يطمح المؤلف إلى أن يكون كتابه عن عمارة مكية، مدار اهتمام كثر من القراء المعماريين وغير المعماريين المهتمين بالإبداع العراقي والإقليمي، كما يطمح إلى أن يكون كتابه مرجعا لدراسة هذه العمارة المميزة. جاء الكتاب بـ 272 صفحة من القطع الكبير وبغلاف فني سميك. صمم الغلاف الفنان العراقي المعروف ضياء العزاوي، في حين كان الإخراج والتصميم الداخلي للكتاب من عمل المؤلف. 

 

 مسجد الخلفاء في بغداد

 صدرللمؤلف الكتب التالية :

- "حوار في العمارة"(1982 )، بغداد <سلسلةالموسوعة الصغيرة>
- "رؤى معمارية"(2000) بيروت /عمان <المؤسسة العربية لللابحاث والنشر>
- "العمارة في العهد الاموي : الانجاز ..والتأويل" (2006) دمشق، <دار المدى>
- "تناص معماري: تنويع على تطبيقات المفهوم"(2007)، دمشق <دار المدى>
- "مئة عام من عمارة الحداثة"(2009)، دمشق <دار المدى>

- "عمارة ومعماريون" بغداد،<دار الشؤون الثقافية>
- " فعل العمارة... ونصها" بيروت
- " العمارة الحديثة في العراق : السنين التأسيسية "
- " منجز العمارة الاسلامية ".